مدينة دمشق هي أكبر مدن سوريا وعاصمتها النابضة بالحياة والحيوية. وهي واحدة من أقدم مدن العالم مع تاريخ مستمر منذ 11000 عام تقريبًا، كما تُعد دمشق أقدم عاصمة في العالم، حيث يمتزج ماضيها وحاضرها في تناغم تام. وهي بوتقة تنصهر فيها الثقافات والتاريخ القديم في كل زاوية من شوارعها. يتميز الجزء القديم من دمشق بمتاهة من الشوارع التاريخية التي ترجع إلى العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. وتنقسم أحياء دمشق القديمة إلى أربعة أحياء: الحي اليهودي، والحي المسيحي، والحي الإسلامي، والحي الشيعي. حيث يمكن أن تشعر بعبق التاريخ أثناء تجولك في هذه المدينة التاريخية العريقة.
الجامع الأموي
يقع الجامع الأموي الكبير في مدينة دمشق القديمة، وهو أكبر المساجد القديمة في العالم. اُستخدم موقع المسجد الحالي كمعبد منذ العصر الحديدي، حيث كرس الآراميون معبدًا لإله المطر. وفي ظل الحكم الروماني (القرن الأول إلى القرن الرابع الميلادي)، تم تحويل المعبد إلى مركز عبادة إله المطر الروماني جوبيتر. وفي ظل الحكم البيزنطي المسيحي، (من 379 إلى 395)، تم تحويل المعبد إلى كاتدرائية، ويُعتقد أنها مكان دفن رأس يوحنا المعمدان. وبعد الفتح الإسلامي الأموي لدمشق في عام 634، تم تحويل الكاتدرائية إلى الجامع الحالي. ويضم الجامع الأموي ضريحان يخلدان ذكرى حفيد النبي محمد، الحسين بن علي.
سوق الحميدية
سوق الحميدية هو أشهر وأكبر الأسواق المركزية في سوريا. يقع هذا السوق الحيوي في وسط مدينة دمشق القديمة بجوار قلعة دمشق. وهو وجهة مثالية للانغماس في الثقافة المحلية والتعرف على السكان المحليين، واستكشاف قلعة دمشق والمسجد الأموي على مسافة قريبة. يبدأ السوق من شارع الثورة وينتهي عند الجامع الأموي. ويضم أكشاكًا تبيع جميع أنواع السلع، بما في ذلك المنسوجات، والسجاد، والملابس، والعطور، والتوابل، والنحاس، والسكاكين والسيوف الدمشقية الفولاذية، والهدايا التذكارية، والمنحوتات، والفواكه والخضراوات واللحوم، بالإضافة إلى طعام الشارع التقليدي.
بيت القديس حنانيا
بيت القديس حنانيا عبارة عن كنيسة صغيرة جميلة تحت الأرض. يرجع تاريخ هذه الكنيسة إلى العصر المسيحي المبكر، وهي واحدة من أقدم الكنائس في العالم. الكنيسة هي بقايا منزل حنانيا الدمشقي. كان القديس الشهيد حنانيا أحد تلاميذ المسيح في دمشق، وورد ذكره في سفر أعمال الرسل. تضم الكنيسة مقاعد خشبية ولوحات قديمة، ويمكن أن تشعر عند دخولها بعبق التاريخ.
قصر العظم
بُني قصر العظم في عام 1749 كمقر إقامة لأسعد باشا العظم، حاكم دمشق. وتم تحويل القصر إلى متحف الفنون والتقاليد الشعبية. يقع القصر في سوق البزورية في مدينة دمشق القديمة. يُعد القصر مثالًا على أسلوب الحياة والثقافة المترف في دمشق آنذاك. صُمم القصر على الطراز الدمشقي الذي يتميز بالحجر الأسود والأبيض والألواح الخشبية المزخرفة بدقة. وينقسم القصر إلى قسمين: الحرملك والسلاملك. كما يضم ساحات مزينة بنوافير وأشجار الكروم.
متحف دمشق الوطني
يقع متحف دمشق الوطني في قلب دمشق، وهو أكبر متحف وطني في البلاد. يتتبع المتحف التاريخ السوري على مدى أكثر من 11 ألف عام. عبر مجموعة من القطع الأثرية والاكتشافات، بما في ذلك اكتشافات من المواقع القديمة الأثرية ماري وإيبلا وأوغاريت. بالإضافة إلى منحوتات ومنسوجات من تدمر، وتماثيل إلهة النصر اليونانية، وأكثر من 5000 لوح مسماري، تشمل أول أبجدية معروفة في التاريخ (الأبجدية الأوغاريتية)، ولوحات جدارية من القرن الثاني، وأسد اللات. ومن أبرز معالم متحف دمشق، كنيس دورا أوروبوس، الذي يعود تاريخه إلى عام 245 ميلاديًا، بالإضافة إلى مقابر أثرية متقنة.
خان أسعد باشا
خان أسعد باشا هو أكبر خان في مدينة دمشق القديمة، حيث يمتد على مساحة 2500 مترًا مربعًا. بُني الخان خلال العصر العثماني في عام 1751، لنفس غرض الخانات التقليدية، وهو استضافة التجار والقوافل التجارية أثناء سفرهم. وسُمي الخان تيمنًا باسم أسعد باشا العظمة، حاكم دمشق. يضم الخان فناءً مغطى ومُزخرف بخطوط بيضاء وسوداء، ونوافذ مزخرفة، وتسع قباب صغيرة، وقبة مركزية على طراز العمارة الفارسية التقليدية.
جبل قاسيون
يُطل جبل قاسيون الذي يبلغ ارتفاعه 1151 مترًا شامخًا على مدينة دمشق. ويضم مجموعة من المطاعم التي توفر إطلالات خلابة على المدينة بأكملها. بالإضافة إلى عدد من الأحياء عند سفح الجبل. يتطلب تسلق الجبل المشي لمسافات طويلة، ولكنها تجربة غامرة تستحق العناء، خاصة عند حلول الليل، حيث يمكنك مشاهدة أضواء المدينة الآسرة وكأنها نجوم متلئلئة.
قلعة دمشق
قلعة دمشق عبارة عن قصر كبير وحصن. يرجع تاريخ القلعة إلى العصور الوسطى. وهي جزء من مدينة دمشق القديمة. تم استخدام موقع القلعة كحصن لأول مرة في عام 1076 من قبل الأمير التركماني أتسيز بن أوفاك. ولاحقاً أجرى أمراء البوريديين والزنكيين تعديلات على القلعة وأضافوا إليها مباني جديدة. حوصرت القلعة والمدينة من قبل الجيوش الصليبية. وفي عام 1174، استولى صلاح الدين الأيوبي على القلعة، وجعل منها مقراً لإقامته، وقام بتعديلات على المباني الدفاعية والسكنية.
ضريح صلاح الدين الأيوبي
يقع ضريح صلاح الدين الأيوبي بالقرب من الجامع الأموي الكبير. توفى صلاح الدين عام 1193، ودُفن في قلعة دمشق، قبل أن يتم نقل جثمانه إلى مثواه الأخير في الضريح الحالي في عام 1195. قام ابن صلاح الدين، حاكم مصر، الملك العزيز عثمان (عثمان الثاني)، ببناء مدرسة ملحقة بقبر والده تُعرف باسم المدرسة العزيزية، ولم يتبق منها سوى بعض الأعمدة وقوس داخلي مجاور للقبر.

الشارع المستقيم
يمتد الشارع المستقيم من شرق مدينة دمشق القديمة إلى غربها، وهو طريق روماني رئيسي قديمه زاره وأقام فيه بولس الرسول وفقًا لسفر أعمال الرسل. يضم الشارع الشهير العديد من المعالم السياحية من العصور الرومانية والمسيحية والإسلامية. خلال عصر الإمبراطورية الرومانية، كان طول الشارع المستقيم يبلغ 1570 مترًا، وعرضه 26 مترًا، وكانت تصطف على جانبيه الأروقة والمتاجر.